لا يمكن للمسلمين أن يصلوا فيما يسمى "أكبر
مسجد في أوربا الغربية"، رغم أنه يسع نحو 10 آلاف مصلٍ؛ لأنه يتبع الطائفة الأحمدية القاديانية ببريطانيا التي افتتحته الجمعة 3-10-2003، وسط جدل واسع وانتقادات داخلية وخارجية ضد هذه الطائفة المنبوذة بين العديد من المسلمين، والمحظورة في كثير من الدول الإسلامية في العالم.
وأنشئ ما يسمى "مسجد بيت الفتوح" في ضاحية موردن بالعاصمة لندن على مساحة تزيد على 20 ألف متر مربع. ويضم المسجد قاعتين للصلاة: واحدة خاصة بالرجال والأخرى بالسيدات، ويمكن لكل قاعة منهما أن تستوعب نحو 4 آلاف مصلٍ.
وافتتح "ميرزا مسرور أحمد" -القائد الروحي الخامس للطائفة الأحمدية- المسجد وسط حضور نحو 7 آلاف كانوا ينتظرون افتتاحه.
والقاديانية حركة نشأت أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية؛ بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص.
ونشأت الأحمدية في قاديان في غرب الهند على يد ميرزا غلام أحمد القادياني (1839-1908 ميلادية) الذي اعتبر نفسه المهدي المنتظر، وأنه بعث لإتمام رسالة النبي محمد عليه السلام.
وقد ولد ميرزا غلام أحمد في قرية قاديان من بنجاب في الهند، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن. وكان غلام أحمد معروفا عند أتباعه باختلال المزاج، وكثرة الأمراض، وإدمان المخدرات.
ويقول رفيق أحمد حيات -وهو من أعضاء الطائفة الأحمدية- لصحيفة لوموند الفرنسية الجمعة 3-10-2003: "لقد أنشأنا أول
مسجد لنا عام 1924، وهانحن الآن بعد مرور نحو 80 عاما ننشئ
أكبر مسجد في بريطانيا".
من جهته زعم بشارات نظير المتحدث باسم "رابطة المسلمين الأحمدية" ببريطانيا "أن هذا المشروع يعكس التنامي الملحوظ للأحمدية على صعيد الجاليات المسلمة".
وأوضح بشارات أن تكلفة إنشاء المسجد بلغت نحو "14 مليون يورو"، جمعت من التبرعات الفردية.
وضرب بشارات مثلا على ذلك قائلا: "قام أحد رجال الأعمال الأمريكيين بإهداء 3600 متر مربع من السجاد للمسجد".
وللقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل التي فتحت لهم المراكز والمدارس، ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم، وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.
وادعى بشارات أن الأحمدية ضد فرض الإسلام بالقوة، قائلا: "نحن لا نؤيد نشر الإسلام بالقوة بل يجب استخدام قلوبنا وأقلامنا لهذا الغرض".
ليسوا مسلمين
وقوبل إنشاء المسجد بانتقادات واسعة على صعيد الجالية الإسلامية. ويقول إقبال سكراني -رئيس المجلس الإسلامي ببريطانيا- لصحيفة لوموند: "الأحمدية ليسوا مسلمين، كما أننا لا نستطيع أن نقول: إن هذا المبنى مسجد، بل هو فقط مكان للصلاة".
وأوضح رئيس المجلس الذي يجمع نحو 350 رابطة إسلامية أن المنتمين إلى الطائفة الأحمدية ممنوعون من أداء مناسك الحج في المملكة العربية السعودية.
وأضاف سكراني أنهم "لا يحظون بتأييد أحد من المسلمين. فهم يوقعون التشويش والبلبلة في العالم الإسلامي".
كما أبدى غيث الدين صديقي -رئيس البرلمان الإسلامي البريطاني الذي يضم عددا آخر من الهيئات الإسلامية- اعتراضه على الطائفة الأحمدية.
وتقول لوموند: إن البرلمان الباكستاني صوت على نص دستوري عام 1974 يعتبر طائفة الأحمدية من غير المسلمين.
ولا تحظى الأحمدية ومسجدها بقبول بعض البريطانيين أيضًا. فقد قالت إحدى البائعات لـ"لوموند": "إنهم ينشئون المساجد على أراضينا، ولا يسمحون لنا بإنشاء الكنائس على أراضيهم".
أما سكوت سبيلمان فقال: "إنه خطأ الحكومة (البريطانية) التي تسمح بدخول أعداد كبيرة من طالبي اللجوء السياسي".
نقلا عن إسلام أون لاين.