وكشفت المصادر أن وزير البترول تعهد، خلال لقاء الرئيس، بتوفير كميات الغاز، التى طلبها وزير الكهرباء، وعقد الوزيران صباح أمس اجتماعاً مشتركاً، بحضور قيادات الوزارتين لوضع خطة تنفيذية لتوفير الطاقة، واستعراض خطة إنتاج الغاز والكهرباء.
من جهته، زعم وزير البترول سامح فهمى أن درجة الحرارة والرطوبة أثرتا بالسلب على كفاءة معدات توليد الكهرباء مما تسبب فى انقطاعات مستمرة فى الكهرباء خلال الفترة الماضية.
وأشار خلال مؤتمر صحفى عقد أمس بوزارة البترول عقب اجتماعه مع الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء، وقيادات الوزارتين إلى أنه تم وضع خطة تنفيذية لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء، مؤكداً أنه سيتم متابعتها بشكل مستمر. وأضاف فهمى أن أغلب توربينات التوليد الكهربائى فى مصر مصممة على احتمال درجة حرارة محددة، وليس على غرار ما هو حادث فى السعودية وقطر والإمارات، مشيراً إلى أن ارتفاع درجة الحرارة تسبب فى حدوث مشاكل فى هذه التوربينات. وقال: «لو كان الأمر بيدى لكان لابد أن أقول للناس إن هذه المشكلة وراءها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة».
الأزمة تتفاقم
وفى الوقت الذى أعلن فيه الوزيران عن إجراء تجارب ناجحة لاستخدام إضافات خاصة للمازوت المصرى يوفرها قطاع البترول حتى يتوافق مع متطلبات تشغيل محطات الكهرباء، اتجهت أزمة تزايد حالات انقطاع التيار الكهربائى إلى مزيد من التفاقم، وأثر انقطاع الكهرباء على تدفق مياه الشرب فى مناطق القاهرة الجديدة والعبور والنهضة والسلام، حيث عانت من انقطاع المياه، إلى جانب مناطق أخرى بالمحافظات. وقال العميد محيى الصيرفى، مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إن انقطاع الكهرباء عن مأخذ محطة مياه الشرب بالعبور تسبب فى انقطاع المياه عن المناطق، التى تتم تغذيتها عبر محطة العبور.
وتحولت الأزمة إلى عبء مزدوج بانقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق متعددة بالمحافظات، مما أدى إلى خسائر كبيرة فى مزارع الدواجن بشمال سيناء، إلى جانب تعطل أجهزة بمستشفيات الإسماعيلية، وأغلقت ورش فى دمياط أبوابها، فيما تكبدت مصانع بالمحلة الكبرى خسائر كبيرة. وكشف مسئول بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أن تحكم كهرباء إدارة الهرم يحتفظ بكشف مدون به أسماء الشخصيات المهمة الذين يقطنون المنطقة، لعدم قطع الكهرباء عنهم.
خطة مشتركة لمواجهة الأزمة!
وعلى صعيد متصل، عقد المهندس سامح فهمى، وزير البترول، والدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، اجتماعاً ثنائياً أمس، بحضور قيادات الوزارتين، واستعرض الوزيران موقف الإنتاج فى حقول الغاز ومحطات توليد الكهرباء، واتفقا على وضع خطة تنفيذية خلال الفترة المقبلة، على أن تجرى متابعتها بشكل مستمر من جانب قيادات قطاعى البترول والكهرباء.
واستعرض الطرفان خلال الاجتماع الظروف المناخية لهذا الصيف على مستوى العالم، ومصر بصفة خاصة، إذ قفزت درجات الحرارة إلى ارتفاعات استثنائية غير مسبوقة، واستمرت فترات طويلة صاحبتها درجات رطوبة عالية، مما أثر بالسلب على كفاءة المعدات.
وأوضح فهمى أن وزارة البترول أجرت تجارب ناجحة لاستخدام إضافات خاصة للمازوت المصرى حتى يتوافق مع متطلبات تشغيل محطات توليد الكهرباء، وأن قطاع البترول يوفر هذه المادة، مشيراً إلى أن التجارب أثمرت عن نتائج إيجابية، وسيجرى تقييم التجربة باستمرار من خلال اللجنة المشتركة لتعميم الاستفادة منها.
وطالب الوزيران جميع القطاعات المستهلكة للطاقة بمختلف أنواعها، بوضع برامج تنفيذية جادة للترشيد وبأسرع وقت، أسوة بما هو متبع فى دول العالم الأخرى، خاصة أن جميع أنواع الطاقة مدعمة بصورة كبيرة فى مصر. واستعرض الوزيران خطة إنتاج الكهرباء خلال العام الحالى والمقبل، ومطابقتها بخطة إنتاج الغاز، فيما عرض ممثلو اللجنة المشتركة للكهرباء والبترول الموقف الحالى لتوفير الطاقة لجميع القطاعات المستهلكة، وجرى الاتفاق على دعم هذه الخطة ومتابعة تنفيذها.
انقطاع المياه بسبب انقطاع الكهرباء
ومن ناحية أخرى، وللمرة الثانية على التوالى، يعانى سكان مدينة القاهرة الجديدة من انقطاع مياه الشرب أمس، بعد الانقطاع الذى شهدته المدينة منذ أيام قليلة، نتيجة انفجار خطى المياه الرئيسيين المغذيين لتجمعات القاهرة الجديدة، فضلاً عن انقطاع المياه عن بعض أحياء مدينة العبور والنهضة والسلام.
وأرجع العميد محيى الصيرفى مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، سبب انقطاع المياه عن مدينة القاهرة الجديدة، أمس، إلى انقطاع الكهرباء عن مأخذ محطة مياه الشرب بمدينة العبور من الخامسة فجراً حتى السابعة من صباح أمس، لافتاً إلى أن انقطاع هذا المأخذ يقوم بتغذية مناطق العبور والقاهرة الجديدة والنهضة والسلام.
وقال الصيرفى "انقطاع الكهرباء عن الشبكة أدى إلى عدم استقرار العمل داخل المأخذ، لأن انقطاع الكهرباء دقيقة واحدة عن الشبكة يحتاج إلى ٦ ساعات لإعادة العمل مرة أخرى لها، وهو ما يعنى أن الشبكة سوف تواجه حالة من عدم الاستقرار لعودة الوضع إلى ما هو عليه"، لافتاً إلى أن هذه المشكلة سوف تحل بحلول مساء أمس.
وحول آخر تطورات انفجار الخطين الرئيسيين المغذيين للقاهرة الجديدة قال الصيرفى إن الشركة قامت بتحرير محضر ضد شركة المقاولات الخاصة، التى تسببت فى انفجار خطى المياه الرئيسيين المغذيين لمدينة القاهرة الجديدة وما حولها، خاصة بعد الخسائر التى نجمت عن هذا الانفجار سواء على مستوى كمية المياه المهدرة أو تكاليف الإصلاح التى بلغت مليون جنيه.
توقف محطات كرموز والغردقة وشرم الشيخ
وكشفت مصادر رسمية من داخل محطات توليد الكهرباء الحرارية وشركات التوزيع أن ضغط الغاز الوارد من حقول أبوقير، التى تمد محطات كهرباء وسط وغرب الدلتا بالوقود تحسن، وأوضح قائمون على التشغيل أن الضغط ارتفع إلى حدود ٢٥ باراً فى الفترة النهارية، بينما تراجع إلى ١٨ باراً فى المسائية، وهى النقطة الحرجة التى يتم فيها تقليل حمل الوحدات الغازية إلى ١٥٠ ميجاوات، بدلاً من ٢٥٠ ميجاوات.
وقالت المصادر إن محطة كهرباء كرموز فى الإسكندرية شبه متوقفة بسبب نقص شديد فى إمدادات السولار الواردة من مستودعات البترول المجاورة، ولفتت إلى أن سيارة واحدة تصل المحطة يومياً، تستخدم فى التشغيل خلال فترة الذروة فقط، بينما المحطة متعطلة طوال الفترة النهارية.
وفى محطات شرق الدلتا، قال مسؤول بارز فى الشركة إن محطتى الغردقة - وقدرتها ٧٠ ميجاوات - وشرم الشيخ - وقدرتها ٩٠ ميجاوات - توقف تشغيلهما خلال الفترة النهارية، من أول الشهر الجارى بسبب نقص إمدادات السولار القادمة من مستودعات السويس، وقال المسؤول إن ٣ أو ٤ شاحنات محملة بالسولار تصل إلى كل محطة يومياً تكفى تشغيل المحطة الواحدة ٤ ساعات، بينما تحتاج إلى ١٠٠٠ طن للتشغيل بكامل طاقتها طوال اليوم، وأوضح المسئول أن الشركة اضطرت إلى استخدام السولار، بسبب عدم وجود غاز لتشغيل المحطتين. وأشار إلى أن محطة أبوسلطان تعمل منذ ٥ سنوات بالمازوت بسبب نقص الغاز ووصفه بـ"الأمر خطير جداً".